كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (ع)]

صفحة 801 - الجزء 1

  بالدنانير والدراهم المتضمنة لاسم أبيه لظهور ذلك واشتهاره، وكونه معلوماً في الأسواق لجميع أهل الآفاق، وهذا خلاف شرائع أئمة الهدى؛ فإن كل دينار فيه اسم إمام الحق يتبرك الناس ويعتدون به.

[الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (ع)]

  وعاصرهم من أهل بيت النبوة: الإمام الأجل المتوكل على الله ø أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم أفضل الصلاة والسلام -.

  فإنه قام في أرض اليمن بمدينة صعدة - حرسها الله تعالى - بدوام جلال عز المشاهد المقدسة ودعا إلى الله ø واجتمع إليه من أولاد علي بن أبي طالب من ولد الحسن والحسين $ وولد العباس بن علي $ ثلاثمائة رجل مختارون من أهل الفضل والصلاح والجودة والنجدة والعلم والمعرفة.

  فجاروه في مسائل العلم وعرفوا فضله وسلموا له واجتمع من العلماء والفقهاء والتلامذة والتابعين ألف وأربعمائة رجل.

  ذكر لنا القاضي المكين الحسين بن حارث بن ربيح النهمي، ثم الهمداني، قال: أدخلت إلى منزلي منهم أربعة عشر عالماً فأضفتهم وطهروا في منزلي وأصفوا أرجلهم على حجر عندي فتركتها لأتبرك بها فوصلوا إليه إلى هجرته بالمقليد فناظروه في دقائق العلم وغوامضه فصادفوا منه بحراً لا ينزف، وزاخراً لا يغرف، فاعترفوا بحقّه، وشهدوا بسبقه، وبايعوه بالإمامة، والتزموا له بحكم الزعامة، وانتشروا في أقطار اليمن دعاة إليه، وناصين باستحقاقه رتبة الزعامة والإمامة عليه.

  وكان من أمره ما سنذكره ولكن لا بد لنا أن نذكر طرفاً من حاله مما نقله الثقات وتواترت به الروايات لاتصال مدته بمدتنا.