كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (ع)]

صفحة 802 - الجزء 1

  نشأ # نشأة تناسب نسبه، وتلائم مذهبه، بتربية أبويه الطاهرين - سلام الله عليهم - فإنا نروي في أبيه ما رواه مصنف سيرته الشيخ الفاضل الأديب العالم سليمان بن يحيى بن أحمد الصانع الثقفي، فقد أدركنا أيامه وسمعنا كلامه، قال: حدثني من أثق به أنه سمع حي الشريف الأجل القاسم بن الحسن بن إبراهيم يقول: أدركت من ذرية رسول الله ÷ خمسة لو دعا واحد منهم إلى الإمامة لم يشك أحد من أهل الفضل والعلم والمعرفة في إمامته لفضلهم وعلمهم وزهدهم وورعهم وكمال خصال الإمامة فيهم، منهم: سليمان بن محمد بن المطهر - يعني أبا الإمام المتوكل على الله تعالى -، ومحمد بن عبدالله بن القاسم خاله #، وعلي بن حمزة بن الإمام الرضا أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن #، وعلي بن جعفر بن القاسم بن علي بن القاسم بن علي المعروف بالأحرق.

  وأمه: الشريفة الفاضلة الكاملة علماً وورعاً وسخاء وزهداً وعبادة، مليكة بنت عبدالله بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل الملقب بركات - لفضله وبركته - بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.

  حكى الشيخ العالم سليمان بن يحيى أن مليكة هذه كانت من أفضل نساء آل الرسول ÷ في وقتها، وأكرمهن وأعبدهن، فنشأ # على الطهارة والعلم والصلاح والفضل لجمعه شرف المنصبين، وتعلقه بمتن السببين.

  وقد كان والده رأى في المنام وهو حملٌ في بطن أمه كأن ملكين نزلا عليه وكتبا له بيتين من الشعر، وهما:

  بشراك يا ابن الطهر من هاشم ... بماجد دولته تحمد

  بأحمد المنصور من مثله ... بورك فيمن اسمه أحمد

  وروى مصنف سيرته ما سمعناه نحن من طائفة من المسلمين بمسجد مدينة عرق الجامع فلم ينكر على المتكلم من سمعه من أهل البلد، رفعه إلى ثلاثة من