كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المتوكل على الرحمن أحمد بن سليمان (ع)]

صفحة 803 - الجزء 1

  المسلمين معروفين بالصلاح في الدين، وهم معروفون في البلدة ينتهى إليهم في العدالة، وهم: إسماعيل بن حميد، ومحمد بن مسلم بن الضمان، وسليمان بن أشعث، قالوا جميعاً: بينا نحن في المسجد الجامع قائلين إذ سقطت قطعة من المحراب لغير سبب نعرفه من الأسباب وتبعها خرقة ملفوفة فنظرنا إليها وإذا هي غلاف قرطاس فنشرناه فإذا فيه ملحمة رواها عبدالله بن محمد الطبري عن الهادي # يرفعه إلى علي # عن النبي ÷ وذكر القائمين من ذرية رسول الله ÷ وما يكون منهم ومن أعلامهم في الدولتين الأموية والعباسية.

  إلى أن انتهى إلى الإمام المتوكل على الله ø فذكر نعته وصفته وما يكون من أمره إلى نهايته مما لم نتمكن من إيراده لطوله.

  وقد ظهرت بركاته، وشهرت آياته، ورواها الثقات رواية يشهد بعضها لبعض بالصحة في أوقات مختلفة.

  من ذلك: ما رواه الشيخ علي بن أحمد الحميمي السباقي، ومفلح بن سالم، قالا: تناهى القحط في قتام الحاجر، فلما وصل إلى ناحيتنا صعدنا مع الإمام إلى رأس جبل وقلنا: يا ابن رسول الله قد أهلكنا القحط فادعُ الله لنا؛ قال: فدعا لنا فمطرنا مطراً هنيئاً مريئاً.

  ومن ذلك: ما رواه مصنف سيرته عمن أثبت اسمه في كتابه أنه لما هبط إلى نجران من بلاد يام أجهده وأصحابه العطش في مفازة من الأرض لا يوجد الماء فيها إلا على مسيرة يوم، قال: فوطنا نفوسنا على الموت واحتسبناها في الله تعالى.

  فتراءى لنا ضباب أو سحاب بين أيدينا ولسنا نطمع بمطر فيه ولا يرى أمارات المطر، فوقعنا على غدران تفهق منقأة ماء عذباً قراحاً، فشربنا منه، وحمدنا الله تعالى، وعلمنا أنه غياث لولي الله تعالى وابن نبيه ÷.

  قال: وقد كان أصحابه فزعوا إليه وشكوا عليه فلما رأى ما خالطهم من الحزن، قال: لا تحزنوا إن الله معنا، فما زالوا يخوضون الماء حتى هبطوا على نجران.