كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الناصر العباسي وقيام الإمام المنصور بالله (ع)]

صفحة 810 - الجزء 1

  وسراويل وفحينة بفوط أبيض فرمى عليه ابن الخل بالطيلسان فعند ذلك هاج أهل باب الأرج أصحاب ابن عبد القادر حتى لقيهم من العامة من دفعهم.

  وكان قيامهم بتحريك ابن عبد الجبار، فتركهم إلى أن سكنت البلد وأخذ ابن عبد الجبار هو وأخواه مجدالدين وسيف الدين علماء أهل باب الأرج.

  ثم وثب على هؤلاء الثلاثة وأراد تحريق الركن وأخذ ما عندهم من الكتب والختمات فحرقها جميعاً عند باب الرحبة فشفع فيهم ابن الجوزي بعد أن أقام ثلاثة أيام على الرماد لا يأكل ولا يشرب حتى أعانته أمه التركية على الشفاعة فشفعه فيهم.

  وأقبل إلى الشيخ الجوزي وأظهر توبة مثل توبته الأولى، وعمل للشيخ مسجداً يعظ فيه، وبطلت المدارس في تلك المدة أياماً من الدراسة والدرس؛ لأن جماعة من الفقهاء قتلوا.

  ثم بنى الدار الأخرى بالخريم وبنى لابن الخل الدار عند تربة والديه وبنى لابن الجوزي بين البستان والتربة، وحثهم على الدراسة والتدريس وأظهر التوبة أيضاً، وأخذ في نقض التوبة شيئاً بعد شيء حتى عاد إلى سيرته الأولى، وأخذ بعد ذلك تكريت والحديبة بالغدر والخديعة المنافيين للإيمان والتوبة.

  ورجع إلى بغداد فقتل الطواف الواعظ من أصحاب أحمد بن حنبل وذلك لأنه خرج بالزوارق بالخمر والمغاني وأنواع الملاهي كلها قد جمعها فصاح به ظاهراً على أعيان الناس: يا أمير المؤمنين يا ابن العباس، يا ابن المستضيء ما بايعك الناس على هذا، أفكانت بيعتنا لك على نقر الدفوف وشرب الخمر والمزامير والعيدان والحنوك؟

  لقد جمعت ما حرم الله على عباده، وأنا أشهد الله وملائكته والمسلمين أني قد خلعت بيعتك؛ فأمر به فأحضر بين يديه في الشط والناس ينظرون فشفع فيه ابن القواد وابن الخلادي المغنيان والحليس بن الكردي، فلم يقبل الشفاعة؛ بل