كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ادعاء الفقيه فضائل لأبي بكر والرد عليه وبيان تفضيل علي (ع)]

صفحة 72 - الجزء 2

  أصحابه؛ فعجبوا من ذلك عجباً شديداً، فقال النبي ÷: «مم تعجبون؟ إن القرآن أربعة أرباع؛ فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع حلال، وربع حرام، وربع فرائض وأحكام، والله أنزل في علي # كرائم القرآن»⁣(⁣١).

  فإن طلب الفقيه الجور بمجرد الدعوى، فكذلك يفعل الخصم الألوى⁣(⁣٢)،


= قال: (كنا عند النبي ÷ فأقبل علي بن أبي طالب #، فقال النبي ÷: «قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، فقال: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، قال: إنه أولكم إيماناً معي، وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية» قال: فنزلت: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة]) [روى نزول: {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة]، في علي (ع): الكنجي في كفايته (ص ٢١٦) والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (٢/ ٣٥٦)، والحبري في تفسيره (ص ٣٢٨)، وفرات الكوفي في تفسيره (٢/ ٥٨١)، والقندوزي في ينابيع المودة (٢/ ٣١٧)].

وقد مر رواية أبي علي الصفار لهذا الخبر عن جابر، ورواه الخوارزمي، عن جابر، وأخرجه الحافظ بن عقدة، عن جابر، قاله ابن الأمير في شرح التحفة.

قلت: وأخرجه الكنجي، عن جابر، وفيه زيادة: (قال: وكان أصحاب محمد ÷ إذا أقبل علي، قالوا: قد جاء خير البرية).

ورواه الحاكم الحسكاني، عن جابر كما رواه الكنجي بزيادة: (بعد محمد ÷) تمت من شواهد التنزيل.

(١) [روى نزول ربع القرآن في أهل البيت (ع): ابن المغازلي في مناقبه (ص ٢٠٢) رقم (٣٧٥) والحبري في تفسيره (ص ٢٣٣) وفرات الكوفي في تفسيره (١/ ٤٨، ١٣٨) عن أبي جعفر (ع) بلفظ: (فثلث فينا، وثلث في عدونا، وثلث فرائض وأحكام)].

قال ¦ في التعليق: وروى أبو القاسم الحاكم الحسكاني بإسناده إلى الأصبغ بن نباته من طريقين، قال: قال علي #: (إن الله أنزل القرآن أرباعاً: فربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام؛ فلنا كرائم القرآن).

ورواه عنه من طريق ثالث، وفي اثنين منها: (فربع حلال وحرام) بدل (سنن وأمثال)، وروى نحوه عن الأصبغ بلفظ: (أثلاثاً ... إلخ) تمت من شواهد التنزيل.

(٢) الألوى: المعوج، جمعه: ليّ بالضم والقياس الكسر. انتهى أفاده القاموس.