كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ادعاء الفقيه فضائل لأبي بكر والرد عليه وبيان تفضيل علي (ع)]

صفحة 73 - الجزء 2

  وربما قوم البرهان إن عقل أو السيف أخدعه⁣(⁣١)، وقلّ من يلزم حليماً موضعه.

  وأما قوله: «وأخبر أنه قد رضي عنه يحله مع نبيئه في أعالي جنته» فلم نطلب منه إلا البرهان على هذا، وشهد كذلك في قوله: له ما يشاء عند ربه على رغم أعدائه وحسدته.

  وأما قوله: «مدحه النبي ÷ بما لا يحصى» فمعلوم استحالته لأهل العلم من أهل نحلتنا ونحلته، وقد عينا له ما جاء في الوصي # مما نقله أهل مقالته، وحصرنا أعداده وبينا مواضعه؛ فإن وجد في شيخه أبي بكر مثل ذلك فليأت به، وحينئذ يداني الوصي في درجته؛ لأن مساواته له لا تصح لما يبقى له من فضل قرابته الذي حرمت لها عليه الزكاة، وحل له الخمس لمشاركته النبي ÷ في حرم دوحته.

  وأما قوله: «هو آساني بنفسه وماله وزوجني ابنته، فأي منة لأحد عليّ كمنته» - فإن كان يروي الحديث مسنداً فقد أخطأ في إرساله كما ألزم خصمه في خارقته، وإن كان لا يرويه مسنداً فما وجه حجته.

  ونقول: إن صح الحديث، إنَّ ذلك لرفق رسول الله ÷ وحسن تأديته مدحه بذلك؛ ليرغب بذلك غيره في فعل مثله إلى أهل ولايته، وإلا فالمنة لله ولرسوله ÷ على جميع أمته، وله الشرف لا لرسول الله ÷ في زواج ابنته وقبول عطيته، وذلك معلوم لأهل المعرفة، وقد كان رسول الله ÷ يلين لأهل الكفر جانبه في قوله وفعله حال دعائه لهم إلى الله سبحانه؛ فكيف بأتباعه وشيعته؟

  وكذلك في حكايته عن النبي ÷: «هو أخي وصاحبي، وما طلعت الشمس على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر»⁣(⁣٢)، وقال:


(١) الأخدع: عرق في المحجمتين. تمت.

(٢) قال ¦ في التعليق: قال نافع لابن عمر: (من خير الناس بعد رسول الله ÷، فقال: =