[حديث: «اشتاقت الجنة إلى أربعة»]
  الكلام في ذلك:
  أنا لا نكره الثناء على أصحاب الرسول ÷، وإن أراد بذلك تصحيح دعواه في الإمامة فهو بعيد، وأمور عمر وعثمان مبنية على أمور أبي بكر؛ فإن بطلت دعوى إمامته بطل ما ابتنى عليها.
  وأما فتح البلاد فقد كان ذلك، فالفتح للنبي ÷ كما ذكر في قصة الخندق من قوله: «فتحت اليمن، فتحت فارس، فتحت الروم» القصة
= وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول الله ÷، لم يكن بالنؤومة عن أمر الله، ولا بالملومة في دين الله، ولا بالسروقة لمال الله، أعطى القرآن عزائمه، ففاز منه برياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب يا لَكَع).
وروى الواقدي، قال: (سئل الحسن عن علي # وكان يُظَنُّ به الانحراف عنه، ولم يكن كما يظن، فقال: ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع ائتمانه على براءة. وما قال له في غزوة تبوك فلو كان غير النبوءة شيء يفوته لاستثناه. وقول النبي ÷: «الثقلان: كتاب الله وعترتي» وأنه لم يؤمر عليه أمير قط، وقد أمرت الأمراء على غيره).
وروى عن أبان بن عياش، قال: (سألت الحسن البصري، عن علي #، فقال: ما أقول فيه؟! كانت له السابقة، والفضل، والعلم، والحكمة، والفقه، والرأي، والصحبة، والنجدة، والبلاء، والزهد، والقضاء، والقرابة. إن علياً كان في أمره عليا، رحم الله علياً، وصلى عليه.
فقلت: يا [أبا] [في الأصل: يا أبي] سعيد تقول: (صلى عليه) لغير النبي ÷، فقال: رَحِّم على المؤمنين إذا ذكروا، و [صلِّ] [في الأصل: صلي] على النبي صلى الله عليه وآله، وعليٌ خيرُ آله، فقلت: هو خير من حمزة وجعفر؟ قال: نعم. قلت: وخير من فاطمة وابنيها؟ قال: نعم، والله إنه خير آل محمد كلهم، ومن يشك أنه خير منهم، وقد قال رسول الله ÷: «وأبوهما خير منهما» ولم يجر عليه اسم شرك ولا شرب خمراً، وقد قال رسول الله ÷ لفاطمة &: «زوجتك خير أمتي» فلو كان في أمته خير منه لاستثناه، ولقد آخى رسول ÷ بين أصحابه فآخى بين علي ونفسه، فرسول الله ÷ خير الناس نفساً وخيرهم أخاً. فقلت: يا أبا سعيد فما هذا الذي يقال عنك أنك قلته في علي؟ فقال: يا ابن أخي أحقن دمي من هؤلاء الجبابرة لولا ذلك لسالت بي اعشب).
قال الشيخ أبو جعفر الإسكافي ووجدته أيضاً في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي، انتهى من شرح النهج لابن أبي الحديد |.