[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]
  بطولها، وهي للكل معروفة، وقد عرفها كل من عرف التواريخ وهو أبونا دون الكل، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ}[الصف: ٩]، فقد صدق الله وعده بما ظهر وعلم أنه سوف يظهر؛ لأنا نروي أنه لا بد من ذلك، وملكنا أهل البيت لجميع الأرض وبلوغ أمرنا أينما بلغ الليل لآثار رويناها عن النبي ÷ في ذلك.
  وقوله: «وعلى عثمان ذي النورين الذي انسل على ابنتي النبي نكاحه وولايته، وسبل بير رومة، وتصدق في المحل بوقر مائة ناقة مخطومة، وجهز جيش عسرته، وكف عن القتال لما بشره الرسول ÷ في منامه بإفطاره وشهادته، وكان في عمره طويل الهجود، كثير السجود، تَلّاَءً لكتاب الله وخاتمه في ركعته».
  فالكلام في هذا كالكلام فيما تقدمه في أمر عمر.
  وأما كفه عن القتال والدفاع عن نفسه فذلك مما لا يحمده العارفون بأمر الدين، ولم يفعله الحسين بن علي #، ولا الفضلاء من أهله بل قاتلوا رجالاً وفرساناً، وحطموا بيضاً ومراناً، حتى لقوا الله تعالى صابرين وليس كالأولين لكثرة إحداثه وما نقم المسلمون عليه.
[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]
  وأما قوله: «وعلى علي بن أبي طالب أخي الرسول، وزوج البتول، الذي فاز بقرابته، وعقد إخائه وصهريته، أخبر النبي ÷ إنه مدينة العلم وأن علياً باب مدينته، وقال: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى» لما قدح المنافقون في تخلفه عنه في غزوته تبوك وقعدته، وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» لما نازعه أسامة ولم يعترف بأن علياً مولاه، وأشاد ذلك في جميع أهل حضرته، وقال: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار» وقد علمنا استجابة دعوته؛ فمن أجل هذا