كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]

صفحة 89 - الجزء 2

  قلت لك: إنه لو قام في زمن أبي بكر وعلم أن الحق له ودعا إلى نفسه لما وسع أحداً التأخر عن دعوته، جعل النبي محبته علامة الإيمان وبغضه أمارة النفاق، وأخبر أن السني أحق من البدعي بولايته ومحبته؛ إذ شهد بأن محبته ومحبة أبي بكر وعمر وعثمان لا تجتمع إلا في قلوب المؤمنين المتقين من أمته، وسنورد هذا في موضعه من رسالتنا هذه بسنده إلى من شهد الله بصدقه وعصمته.

  وعلى الحسن الذي احتسب حقه في الله ورضي بحكمه وقضيته، وعلى الحسين الذي اختار الله له الشهادة، وجعل فراقه الدنيا على تلك الحالة تمام كمال السعادة لما أمَرَّ سنان بن أنس النخعي لعنه الله الخنجر على حنجرته، وعلى الأئمة من أولادهم الطاهرين التابعين لما جاء به سيد المرسلين دون من خالف أباه ورضي باتباع هواه، وعكف على ضلالته وبدعته».

  الكلام في ذلك:

  أنه مدح علياً # ببعض ما يلزم في حقه وفي مدائحه له ما إذا أنصفه خرج من مذهبه، وإن جحده فكيف يجحد شيئاً قد شهد به؟ وإن كان لا ثمرة لشهادته إلا الخلوص من مباهتته، أثبت خبر الغدير وخبر المنزلة، وذكر في الغدير خبر أسامة، وذلك مما لو صح فالحكم لا يقتصر على سببه، والجمع الذي قام فيه رسول الله ÷؛ لأنه جمع الحاج في حجة الوداع فالمقلل يقول عشرة آلاف، والمكثر يقول اثنا عشر ألفاً، في يوم شديد الحر، ويتحمل المشقة في النهوض إلى الدوحات ليعرف الجمع كلهم أن أسامة مولى لعلي؟! أين العقول السليمة؟! ومن شرعه المستقر إلى انقطاع التكليف: «أن الولاء لحمة كلحمة النسب لا تباع ولا توهب»، و «أن الولاء لمن أعتق»، و «أن الولاء لمن أعطى الورق»، كل هذا رويناه عنه ÷؛ فكيف يصح أن يكون أسامة مولاه ورسول الله ÷ المعتق؟! وقال: لا يباع ولا يوهب، فهل باعه أو وهبه؟ فثبت بذلك أن علياً مولى كل مؤمن ومؤمنة؛ فدخل فيهم أبو بكر وعمر وعثمان، وحصل من