كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ثناء الفقيه على أمير المؤمنين علي (ع) وأولاده (ع) وما يلزمه إن كان يعتقده]

صفحة 90 - الجزء 2

  ذلك معاداة الله لمعاوية وحزبه؛ لأن المعلوم ضرورة معاداتهم لعلي # ومن عادى الله استحق الإهانة والذم والبراءة واللعن، وأنت تأبى ذلك؛ فأي الوجهين ما اعتمدته ضيعت الآخر؟ إن توليت معاوية ضيعت آخر الخبر، وإن عاديته ضيعت المذهب.

  وفي حديث المدينة والباب ليس البلد ولا القرى ولا البيوت تؤتى إلا من الأبواب فهو ÷ المدينة وعلي الباب فمن أتى من غير الباب ما يكون حكمه؟ وقد نهى الله سبحانه عن إتيان البيوت من ظهورها في كتابه، وأمر بإتيان البيت من بابه، فأين يذهب بصاحب الخارقة عن معنى روايته؟ وكذلك إدارة الحق أينما دار، وقد أنكر علي # خلافة أبي بكر أشد الإنكار، ففي أي الجيلين تجعل الحق، مع علي # في إنكاره كما نبينه في موضعه، أم مع أبي بكر في تصميمه على طلب الأمر لنفسه؟ فتدبر معاني ما تقول، إن كنت من أهل العقول، وتفكروا أيها المتفكرون.

  وهل علمتم ببيت نبوة كانت الإمامة في غيره من لدن آدم # إلى محمد عليه وعلى آله أفضل السلام؟ فاجعلوا هذا البيت الثاني {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ٦٢}⁣[الأحزاب]، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ٤٣}⁣[فاطر]، فنسأل الله التوفيق لما يحب ويرضا.

  وقد قال في زمن أبي بكر: إن الحق له على ما سنبينه ونذكر من دعا فلم تُجَبْ دعوتُه، وأورد عليهم يوم الشورى سبعين حديثاً توجب كمال حجته، وظهور فضيلته، وسنذكرها بعون الله ومشيئته.

  وأما قوله: «لما وسعهم إلا إجابة دعوته» فذلك هو الواجب لله تعالى على بريته، ولكن فما حيلتنا أن يفر الناس عن إجابته؟!

  وذكر [الفقيه] أن بغض علي أمارة النفاق، وكذلك هو، فهل علمت معاوية يحبه أو يبغضه؟ فإن [قال]: كان يحبه بَاهَتَ وهي عادته ولا سبيل إلى ذلك