[صلاة فقيه الخارقة وثناؤه على الخليفة العباسي والرد على ذلك]
  أنظر إلى مكان منك؟ قلت: إن لم يكن عورة؛ فنظر في إحدى منخري ثم في الأخرى، فقال: أما الذي في إحداهما نبوة وفي الأخرى ملكاً(١) والمقر في زهرة فما هذا؟ قلت: لا أدري، قال: ألك شاعة؟ قلت: ما الشاعة؟ قال: زوجة، قلت: لا، قال: إذا قدمت فتزوج إلى زهرة، قال: فعمد عبد المطلب فتزوج بهالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، فولدت له عبدالله والد رسول الله ÷، وزوج ابنه عبدالله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة؛ فولدت له رسول الله ÷ ثم احتضنت له حليمة بنت أبي ذؤيب من بني سعد.
  وأما إمام عصره الذي أطنب في ذكره؛ فإن بطلت إمامة من قبله فنحن نظن أنه لا ينازع في إمامته، وإن صحت فهو من جملة سلفه، ونحن نذكرهم(٢) واحداً واحداً على الاختصار بما لا يتأتى فيه الإنكار.
  وأما أنه إمام فساق المشارق والمغارب فلا إشكال في ذلك إلا عند الفقيه؛ فأما العلماء والأخيار فلا يساعدون إلى ذلك؛ لأن الأمة اختلفت في الإمامة على أقوال قول الفقيه أبقاه الله خارج عنها، وما خرج عن أقوال الأمة قطع على أنه ضلال.
  فمنهم من قال: الإمامة بالنص كما ذهب إليه الإمامية وأنها في ولد الحسين.
  ومنهم من قال: بالعقد والاختيار من الأفاضل الكاملين في الورع والدين.
  ومنهم من قال: بالدعوة ولم يختلف الجميع في وجوب اعتبار شرائط الإمامة ولم نذكر قول الراوندية؛ لأنه مما يعد في مذاهب الكفار، فهم وإن اختلفوا في منصب الإمامة واختلفوا في طريقها فلم يختلفوا في شرائطها، وأنه يجب كون
(١) هكذا في النسخ ولعله على حذف الخبر أي فيكون: نبوءة ويدل عليه قوله وفي الأخرى ملكاً فإنه على تقدير يكون، انتهى إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(٢) قد سبق ذكرهم في الجزء الأول، ولكن الإمام # ألف هذا قبل الأولى؛ فلا يشكل. انتهى سماعاً عن الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.