[بحث في خبر الغدير ودلالته على الإمامة]
[بحث في خبر الغدير ودلالته على الإمامة]
  وأما حكايته عن صاحب الرسالة، قوله: وأعلن يوم غدير خم بإثبات ولايته وإمامته، فقال [الفقيه]: «فهل هو إلا ما قال النبي ÷ في ذلك اليوم: «من كنت مولاه فعلي مولاه»».
  فالجواب: أن اعترافه بصحة الخبر يوم الغدير، وما أتى به من اللفظ فهو وإن كان أتى ببعض الخبر فقد كفانا تصحيح سنده، وفيما اقتصر عليه من اللفظ ما يدل على ما أردناه من إمامته؛ لأن لفظة مولى وإن كانت تستعمل في معان فإن الظاهر منها: السيد المالك للتصرف، ولهذا متى قيل: هذا مولى القوم، أفاد هذا المعنى، وكذلك مولى الدار والعبد والأمة، وذلك يفيد معنى الإمامة؛ لأنا لا نريد بقولنا: فلان إمام إلا أنه الذي يملك التصرف على الأمة في أمور مخصوصة، وتنفيذ أحكام معلومة، على أنا لو حملنا اللفظة على جميع المعاني لدخل ملك التصرف فيها وزيادة؛ لأنه أحد معانيها.
  وعلى أنا نتكلم في معاني اللفظ واحداً واحداً، ونبطل أن يكون المراد بها سوى الملك للتصرف الذي هو معنى الإمامة بأن نقول: لا يجوز أن يراد باللفظة المعتِق لأن مقدوراً بين قادرين مستحيل.
  ولا يجوز أن يراد المُعتَق؛ لأن كل واحد من النبي ÷ وأمير المؤمنين كان حُرّ أصل.
  ولا يجوز أن يكون المراد ابن العم؛ لأن ذلك معلوم للكافة ضرورة.
  ولا يجوز أن يكون المراد: من كنت ناصره فعلي ناصره؛ لأن ذلك معلوم لهم أيضاً.
  فلا يجوز أن يقف النبي ÷ في ذلك المقام مع شدة الحر في غير وقت الوقوف ليخبرهم بما هم يعلمونه من القرابة والنصرة؛ فلم يبق إلا أن المراد به ما قدمنا من الملك للتصرف المفيد لمعنى الإمامة، وعلى أنه أفضل بالقرينة اللفظية