كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في خبر المنزلة ودلالته]

صفحة 157 - الجزء 2

  تأكيداً؛ لأن قوله: «لم يؤخره لموجِدَةٍ ولا عن تُهمَةٍ» وذلك لا ينافي الإمامة، ولهذا يصح الجمع بينهما بأن يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؛ فمتى صحت إمامته بما ذكرنا صح أن يقول: ما أخرتك لموجدة ولا عن تهمة بل أنت إمام الأمة صاحب الحرمة والمميز على الكافة كما كان ذلك لهارون من موسى في جميع هذه الأمور.

  وأما قوله: «ولا يراد بذلك الخلافة؛ لمعان ذكرناها في رسالتنا الدامغة ونذكرها في هذه الرسالة».

  فالجواب: أن قوله: لا يراد به الخلافة اقتصار على دعوى بغير برهان، فيكون جوابه: بل يراد بها الخلافة.

  وأما قوله: «لمعان ذكرناها في رسالتنا الدامغة».

  فالجواب: أنا قد نظرنا كلامه في دامغته هنالك وما وقع من الجواب عما ذكره في (الرسالة المرضية الرادعة لتخاليط ناصر القدرية)⁣(⁣١) وميزنا الفرق بين الأمرين بما يتضح لذي عينين.

  وأما قوله: «ونذكرها في هذه الرسالة إن شاء الله تعالى».

  فالجواب: أنا قد ذكرنا أن ما يذكره من الحق يجب اتباعه فليس بيننا وبين الحق عداوة، وما يذكره من الباطل يجب إبطاله إن شاء الله تعالى.

  وما ذكره عن صاحب الرسالة الرادعة من قوله: وأثبت له جميع منازله منه سوى ما استثنى من نبوته، قال [الفقيه]: «فلو كان على ما قال هذا الرجل لكان يلزم أن يكون علي أخا النبي ÷ من أبيه وأمه كهارون».

  فالجواب: أن هذا غير لازم لأن النبي ÷ أثبت أمراً في الحال على وجه لولاه لما ثبت، والأنساب لا تثبت إلا بالفراش الشرعي أو الدعوة لمجهول


(١) هذه الرسالة هي رسالة القرشي | في الجواب على دامغة الفقيه، والتي أجاب عنها الفقيه بالرسالة الخارقة، فأجاب عنها الإمام بالشافي.