كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وجه من المشابهة بين علي وهارون في خبر المنزلة]

صفحة 158 - الجزء 2

  النسب عند من أظهر لهم ذلك، وهذا مفقود في النبي ÷، وعلى أن في آخر الخبر ما يبين أنه لم يرد أخوة النسب، وهو قوله: «إلا أنه لا نبي بعدي» وكيف يتطابق اللفظ على قوله هذا لولا جهله بالحاجة إلى ارتباط الكلام الفصيح بعضه ببعض؛ فكيف بكلام أفصح العرب، والعجب كيف يغبى عليه مثل هذا المعنى لولا الخذلان! نعوذ بالله منه.

  وأما قوله: «فإن قيل: استغنى عن ذكر ذلك للعلم بأنه ليس كذلك فنقول: وكذلك استغنى عن أن يقول: ولست الخليفة من بعدي لعلم الناس بأن هارون لم يكن خليفة بعد موسى @».

[وجه من المشابهة بين علي وهارون في خبر المنزلة]

  فالجواب: أن خلافة⁣(⁣١) هارون # التي هي معنى الإمامة ثبتت له في حال مغيب موسى # إلى الطور لمناجاة ربه؛ فلا قائل من المسلمين ولا الكتابيين بأن الأمر في أمة موسى حال مغيبه # كان لأحد غير هارون # ولا أحد من المسلمين ولا الكتابيين يقول: بأن هارون # لو عاش بعد موسى كان إلى غيره التصرف في أمته بل الإمامة عند الكتابيين ويعلم ذلك علماء المسلمين في أولاد هارون $ لا يشاركهم فيها مشارك، ولا يملكها عليهم مالك، وكذلك عند عترة النبي ÷ وأتباعهم الإمامة في علي # وفي أولاده المطهرين إلى يوم الدين، فالمناسبة صحيحة، فعلي # ما انفرد بالأمة على عهد رسول الله ÷ إلا وأمره نافذ فيهم يعترف بذلك كل واحد، وقد قدمنا تأمير رسول الله ÷ لعلي على بني هاشم وهم سادة قريش، وقد ولى رسول الله ÷ عمرو بن العاص وغيره على أبي بكر وعمر.

  وأما قوله: فإن قيل: فيجب أن يكون علي أفضل الناس بعد النبي ÷


(١) قف على هذا البحث النفيس. تمت.