كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بحث في معنى قوله تعالى: {لقد رضي الله عن المؤمنين}]

صفحة 167 - الجزء 2

  فكيف يطلق بأن هذا إخبار عما يؤول إليه الأمر؟ وكيف يكون كذلك وفيه


= وحديث ابن عباس: «فيجاء برجال فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، فيقال ... إلخ» أخرجه عنه الموفق بالله في (السلوة).

وحديث: «ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فأقول: أي ربِّ أصحابي، فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» أخرجه ابن السمَّان عن أنس. تمت (شمس الأخبار).

وكذا أخرجه بنحوه القاضي عياض كما في (الشفاء) له. تمت.

وعنه ÷: «في أصحابي اثني عشر منافقاً منهم ثمانية لا يدخلون الجنَّة حتى يلج الجمل في سم الخياط». أخرجه أحمد ومسلم عن حذيفة. تمت من (جامع السيوطي).

قال محمد بن يوسف الكنجي، وذكر الحافظ الخوارزمي في كتابه في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ... إلخ [الفتح: ١٨]، نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة، فقال لنا رسول الله ÷: «أنتم اليوم خير أهل الأرض، فبايعنا تحت الشجرة على الموت فما نكث إلاَّ جد بن قيس وكان منافقاً». وأولى الناس بهذه الآية علي بن أبي طالب، لأنه تعالى قال: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ١٨}⁣[الفتح]، أجمعوا على أنه يعني فتح خيبر وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب بإجماع منهم. انتهى.

وروى محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى ابن عباس في قوله تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ... إلخ [الفتح: ١٨]، قال: (على من علم منه الوفاء). تمت.

ويأتي للفقيه الاستدلال على إمامة أبي بكر بقوله تعالى: {مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ... إلخ [المائدة: ٥٤]، ولم يشعر بأن الآية ممَّا يهدم أصله، فإنها مشعرة بوقوع الرّدة من بعض المؤمنين، ولا شك أن المرتد منهم مغضوب عليه بعد أن كان مرضياً عنه، فكذا الشأن في آية: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ... إلخ [الفتح: ١٨]، فتأمل.

أخرج البخاري عن أبي مليكة، قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله ÷ ممن شهد بدراً كلهم يخاف النفاق على نفسه، ولا يأمن المكر على دينه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل».

وأخرج عن مسيب بن رافع قال: (لقيت البراء بن عازب فقلت له: طوبى لك، صحبت رسول الله وبايعته تحت الشجرة، فقال: يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعد) [البخاري في صحيحه كتاب المغازي رقم (٣٨٥٢)، وروى حديث: (إن فيكم منافقين فمن سميت فليقم ... إلى قوله: حتى عد ستة وثلاثين): أحمد في المسند (٥/ ٢٧٣) رقم (٢٢٤٠٢)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٤٦) رقم (٦٨٧)، والمنتخب من مسند عبد بن حميد (ص ١٠٦) رقم (٢٣٧)]. تمت.