[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  بعض ما أورده عدل إلى نظيره، وهذه طريقة واضحة؛ لأن المستدل بما لا يصح من العبد فعله مخير بين ذكر الجسم واللون والحياة ... إلى سائر ما هذا وصفه، فإذا وقعت المكابرة في أحدهما فهو مخير بين أن يدفع الشبهة فيه. وبين أن يذكر في تلك الطريقة «ما هو أوضح منه(١)، لأن جهة(٢) الاستدلال في الكل يتفق ولا يختلف.
  ٨٨ - وقوله تعالى: {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} يجب أن يحمل على أن المراد به الهداية بمعنى الثواب والأخذ بهم في طريق الجنة، أو بمعنى زيادة الهدى. وقد بينا من قبل شرح ذلك. وحمله على معنى الدلالة لا يصح، لأنه تعالى قد دل الظالم على ما كلفه، كما دل غيره، [و] لولا ذلك لم يستحق الذم بظلمه.
  ٨٩ - مسألة: قالوا: ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أن الأنبياء À يجوز عليهم الكفر والجهل باللّه، فقال تعالى: {وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} إلى آخر الآية [٢٦٠].
  والجواب عن ذلك: أن طلبه من اللّه تعالى أن يريه(٣) عيانا من غير تدريج، أن يحيى الموتى، لا يدل على أنه لم يؤمن ولم يعرف ربه، لكنه أراد بذلك الازدياد من الإيمان، فهو بمنزلة أن يطلب منه تعالى شرح الصدر بالألطاف والتأييد، وهذا مما يحسن طلبه، وقد بينا من القول في باب الدعاء ما يغنى عن الإعادة.
(١) في د: مما هو واضح منه.
(٢) د: جهله.
(٣) في د: يريد.