متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الثاني متشابه القرآن

صفحة 28 - الجزء 1

الفصل الثاني متشابه القرآن

أولا - القاضي وتفسير القرآن

  كتب القاضي عبد الجبار إلى جانب كتابيه «تنزيه القرآن عن المطاعن» و «متشابه القرآن» تفسيرا كاملا للقرآن يقع في مائة مجلد أسماه «المحيط» ذكره الحاكم الجشمي والقاضي أبو بكر بن العربي⁣(⁣١)؛ إلا أن ابن العربي يزعم أن القاضي أخذ تفسيره هذا من تفسير كبير لأبى الحسن الأشعري، يقع في خمسمائة مجلدا احتال عليه الصاحب ابن عباد فأحرقه في خزانة دار الخليفة ببغداد: قال ابن العربي: «وانتدب أبو الحسن - الأشعري - إلى كتاب اللّه فشرحه في خمسمائة مجلد، وسماه بالمختزن، فمنه أخذ الناس كتبهم، ومنه أخذ عبد الجبار الهمذاني كتابه في تفسير القرآن الذي أسماه «المحيط» في مائة سفر، قرأته في خزانة المدرسة النظامية بمدينة السلام».

  ويقول ابن العربي في اتهام الصاحب بإحراق تفسير الأشعري: «وانتدب له الصاحب ابن عباد، فبذل عشرة آلاف دينار للخازن في دار الخليفة، فألقى النار في الخزانة واحترقت الكتب، وكانت تلك نسخة واحدة لم يكن غيرها


(١) انظر شرح عيون المسائل: ١/ ١٣٠. العواصم والقواصم مخطوطة دار الكتب رقم ٢٢٠٣١ ب ورقة ٢٦.