متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 215 - الجزء 1

  «وإذا صح زيادة حالهم على حال عيسى ولم يجز أن يعتبر فيه الشهود⁣(⁣١)، فليس إلا الفضل⁣(⁣٢)».

  ١٨١ - مسألة: قالوا: ثم ذكر تعالى ما يدل على أنه يهدى مرة إلى الجنة ومرة إلى النار، فقال: {وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ}⁣(⁣٣).

  والجواب عن ذلك: أنا قد بينا الهدى كيف هو في اللغة، وكيف ينصرف في كلام اللّه تعالى، فلا وجه لإعادته.

  والمراد بهذه الآية: أنه لا يهديهم، مع كفرهم، طريق الجنة. ثم حقق أنه يعاقبهم فقال: {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ}. وقد بينا أن استعمال الهدى في الطريق وفي البيان يتعارف⁣(⁣٤)، وبينا أنه إذا استعمل «في الطريق⁣(⁣٥) فإنما يستعمل في الحقيقة فيما يؤديه إلى المنافع، لكنه تعالى جرى على طريقتهم في الخطاب، فاتسع به في طريق النار، لما كان موصلا إلى الغرض المراد فيهم.


(١) في النسختين: الشهوة.

(٢) لعل الأصوب في هذه العبارة أن يكون محلها بعد قوله «غيره من الأحوال» في الصفحة السابقة.

(٣) من الآيتين ١٦٨ و ١٦٩.

(٤) ف. يتقارب.

(٥) ساقط من ف.