[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]
  وذلك مما لا يرتكبه المتكلمون منهم، ولذلك يقولون فيه(١) إنه جسم لا(٢) كالأجسام، وأنه له يدين(٣) لا كالأيدى، وأن التبعيض والتجزى لا يصح عليه، وأنه ليس بذى أعضاء. فلا يصح تعلقهم بالظاهر.
  ومن يقول من الحشوية(٤) بأنه مصوّر كصورة الإنسان، لا يقول في يديه إنهما مبسوطتان أبدا، وأن الإنفاق يقع منه بهما، فله تعلق بهما!
  والمراد بذلك: أن نعمتيه مبسوطتان على العباد، «وأراد به(٥) نعمة الدين والدنيا، والنعمة الظاهرة والباطنة، وقد يعبر باليد عن النعمة، فيقال(٦):
  لفلان عندي يد وأياد ويد جسمية.
  وعلى هذا الوجه قال تعالى مؤدبا لرسوله صلّى اللّه عليه: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ}(٧) وإنما أراد أن يمنعه من البخل والتبذير، وأن يسلك مسلك الفضل.
  ويجب على قولهم إذا تمسكوا بالظاهر أن يقولوا: إن للّه أيد؛ لأنه قال:
  {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً}(٨) فإذا انصرفوا عن ظاهر ذلك، فكذلك ما قلناه.
  ثم يقال للقوم: إن اليد إذا ذكر فيها البسط مع ذكر الإنفاق، لم يوجد في اللغة أن المراد بها الجارحة، واللّه تعالى ذكرهما على هذا الحد، فمن أين أن(٩) المراد به ما قلتم؟
(١) ساقطة من د.
(٢) ساقطة من د.
(٣) د: بدا.
(٤) ف: الحشو.
(٥) د: وإرادته إرادته.
(٦) في د: فقال.
(٧) من الآية: ٣٩ في سورة الإسراء.
(٨) من الآية: ٧١ في سورة يس.
(٩) ساقطة من د.