متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 231 - الجزء 1

  وذلك مما لا يرتكبه المتكلمون منهم، ولذلك يقولون فيه⁣(⁣١) إنه جسم لا⁣(⁣٢) كالأجسام، وأنه له يدين⁣(⁣٣) لا كالأيدى، وأن التبعيض والتجزى لا يصح عليه، وأنه ليس بذى أعضاء. فلا يصح تعلقهم بالظاهر.

  ومن يقول من الحشوية⁣(⁣٤) بأنه مصوّر كصورة الإنسان، لا يقول في يديه إنهما مبسوطتان أبدا، وأن الإنفاق يقع منه بهما، فله تعلق بهما!

  والمراد بذلك: أن نعمتيه مبسوطتان على العباد، «وأراد به⁣(⁣٥) نعمة الدين والدنيا، والنعمة الظاهرة والباطنة، وقد يعبر باليد عن النعمة، فيقال⁣(⁣٦):

  لفلان عندي يد وأياد ويد جسمية.

  وعلى هذا الوجه قال تعالى مؤدبا لرسوله صلّى اللّه عليه: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ}⁣(⁣٧) وإنما أراد أن يمنعه من البخل والتبذير، وأن يسلك مسلك الفضل.

  ويجب على قولهم إذا تمسكوا بالظاهر أن يقولوا: إن للّه أيد؛ لأنه قال:

  {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً}⁣(⁣٨) فإذا انصرفوا عن ظاهر ذلك، فكذلك ما قلناه.

  ثم يقال للقوم: إن اليد إذا ذكر فيها البسط مع ذكر الإنفاق، لم يوجد في اللغة أن المراد بها الجارحة، واللّه تعالى ذكرهما على هذا الحد، فمن أين أن⁣(⁣٩) المراد به ما قلتم؟


(١) ساقطة من د.

(٢) ساقطة من د.

(٣) د: بدا.

(٤) ف: الحشو.

(٥) د: وإرادته إرادته.

(٦) في د: فقال.

(٧) من الآية: ٣٩ في سورة الإسراء.

(٨) من الآية: ٧١ في سورة يس.

(٩) ساقطة من د.