[تصدير]
[الجزء الأول]
[تصدير]
  
  إن الحمد للّه؛ نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، ولا تضلنا بأعمالنا، واهدنا منك إلى سواء السبيل.
  وبعد، فهذا كتاب «متشابه القرآن» للقاضي عبد الجبار، يأخذ طريقه إلى النشر لأول مرة، بعد أن فرغت من تحقيقه ومراجعته منذ أكثر من عامين، وقصدت إلى تحقيق كتابه «تنزيه القرآن عن المطاعن» - الذي سبق له النشر عن نسخة واحدة - وبعض الكتب الأخرى للحاكم الجشمي، أحد أعلام التفسير في القرن الخامس؛ الذي جعلت من دراسة منهجه في التفسير وآرائه - الاعتزالية - في علم الكلام، موضوع بحثي لدرجة الدكتوراه.
  واليوم أعود لأقدم كتاب القاضي، فأجدني قد قدمت له بمقدمة مطولة، تناولت في فصلها الأول حياة القاضي |، وتحدثت في فصلها الثاني عن الكتاب، وعن عملي في تحقيقه. وبالرغم من أنني قد أهملت بعض النقاط في حياة القاضي - التي أرجو أن أعود إلى الحديث عنها في مقدمة تحقيق «التنزيه» - إلا أن عبد الجبار أصبح في حياتنا الثقافية والعلمية أشهر من أن يعرّف، بعد أن نشر كتابه «المغنى في أبواب التوحيد والعدل» وبعض كتبه القيمة الأخرى، حتى إن حاله اليوم لتذكرنا بالمكانة التي احتلها قديما لدى العلماء والمصنفين، وبخاصة المعتزلة منهم الذين كانوا يلقبونه بقاضى القضاة، ولا يطلقون هذا اللقب على سواه، ولا يعنون به عند الإطلاق غيره.