مقدمة التحقيق
  فيها ... الخ(١).
  أما أبو الحسن الأشعري، فقد كتب تفسيرا مطولا ينقض به تفسير أستاذه أبى على، ويرد عليه، أسماه: «تفسير القرآن والرد على من خالف البيان من أهل الإفك والبهتان» - ثم اشتهر هذا التفسير باسم «الخازن» أو «المختزن» ولم يخف أبو الحسن بالطبع ذكر ذلك، فقال: «ورأيت الجبائي ألّف في تفسير القرآن كتابا أوّله على خلاف ما أنزل اللّه ø، وعلى لغة أهل قريته المعروفة بجبّى، وليس من أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وما روى في كتابه حرفا واحدا عن أحد من المفسرين، وإنما اعتمد على ما وسوس به صدره وشيطانه.
  ولولا أن استغوى بكتابه كثيرا من العوام، واستزل به عن الحق كثيرا من الطّغام لم يكن لتشاغلى به وجه». قال الإمام الحافظ أبو القاسم ¥: «ثم ذكر بعض المواضع التي أخطأ فيها الجبائي في تفسيره، وبين ما أخطأ فيه من تأويل القرآن»(٢).
  فأبو الحسن الأشعري إذن على منهجه في الرد على أهل الزيغ والبدع!
(١) انظر إعجاز القرآن ص: ١٥٨ وص: ٣٩٧؛ وينقل القاضي في هذا الجزء عن كتاب آخر لشيخه أبى على؛ كتبه في نقض كتاب (الدامغ) لابن الراوندي الزنديق، الذي طعن فيه على القرآن بالمناقضة. ويوضح القاضي رأيه في كتاب شيخه في نقض الدامغ، وأثر إفادته منه بقوله: (وقد تقصى شيخنا أبو علي القول في ذلك - أي في بيان فساد ما يتعلقون به من التناقض في القرآن - في نقض كتاب الدامغ؛ وشفى الصدر | بما أورده. وقد نبهنا على الأصل في ذلك، ولولا أن الكلام فيه يطول لذكرنا بعضه.
«ونحن نورد اليسير مما أورده ابن الراوندي في كتاب الدامغ، وادعي به المناقضة؛ ليعرف به سخفه فيما ادعاه وتمرده وتجرؤه، فالقليل من الأمور يدل على الكثير، ونحيل في الباقي على ما نقض به شيخنا أبو علي ¥ كلامه ...» انظر ص: ٣٩٠.
(٢) تبيين كذب المفترى ص: ١٣٨ - ١٣٩. وفيه في موضع آخر يقول الأشعري:
(وألفنا كتاب تفسير القرآن، رددنا فيه على الجبائي والبلخي ما حرفا من تأويله) ص: ١٣٤ [م ٣ - المقدمة]