متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 322 - الجزء 1

  والمراد بذلك: أن يحول بين المرء وقلبه بالإماتة فيخرج من أن يمكنه التلافي بالتوبة والندم، ورغب تعالى بذلك في المبادرة إلى التوبة وتلافى المعصية، ويؤكد ذلك ما تقدمه من قوله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} «فأمر بالمبادرة إلى طاعة اللّه ورسوله قبل حلول الموت الذي يفوت ذلك.

  وقوله {لِما يُحْيِيكُمْ}⁣(⁣١) قد حمله أبو علي ¥ على وجهين: أحدهما:

  أن المراد به حال الثواب، لأنه يقتضى الإحياء الدائم.

  والثاني: أنه أراد به المبالغة في الجهاد لكيلا يقوى العدو فيقدم عليهم بالقتل، فيكون ذلك إحياء في المعنى ويقارب قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ}⁣(⁣٢).

  ٢٨١ - مسألة: قالوا: ثم ذكر تعالى بعده ما يدل على أن ما يقع من العبد يقع بقضائه، فقال: {وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا}⁣(⁣٣).

  والجواب عن ذلك: أن ظاهره يقتضى أن اللّه يقضى⁣(⁣٤) أمرا، وذلك الأمر كان مفعولا ولا ننكر أن يكون⁣(⁣٥) كثير من الأمور هذا حاله، لأنه تعالى ذكر الأمر ولم يعرف، فلا يمكن التعلق بعمومه.

  وظاهر الكلام أيضا يقتضى أنه بعد وقوع الأمر المفعول يقتضيه، وهذا لا يصح على قولهم إذا قالوا إن القضاء بمعنى الخلق؛ لأنه لا يجوز أن يخلق ما قد تقدم كونه، فالظاهر يمنع مما قالوه.

  وإذا حمل على معنى الاختيار والحكم والدلالة صح؛ «لأن كل⁣(⁣٦) ذلك


(١) ساقط من د.

(٢) من الآية: ١٧٩ في سورة البقرة.

(٣) من الآية: ٤٢.

(٤) ساقطة من د.

(٥) ساقطة من د.

(٦) د: لأنه.