من سورة يونس #
  وقع وهو(١) بهذه الصفة، ولذلك يقال هذا القول وإن كان حصوله في الدار متقدما.
  وقوله تعالى: {ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} يبين أن المراد ما قلناه لأنه تعالى دل به على أنه للاقتدار والاستيلاء ينفرد بالتدبير من غير شفيع ينضاف إليه في تدبيره، ولو كان المراد بالاستواء الانتصاب لم يكن لذكر ذلك معنى، لأن الجسم لا فرق بين «أن ينتصب(٢) ويضطجع، في أن تدبيره واقتداره لا يتغير!
  ٣٠٩ - وقوله تعالى بعد ذلك: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً}(٣) لا يصح تعلق المشبهة به(٤) في أنه تعالى في مكان يرجع إليه، لأنا قد بينا في نظيره أن المراد أن مرجعكم إلى ما وعد به وتوعد(٥)، ولذلك قال(٦) عقيبه {وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا} فبين بذلك أن ما يرجعون إليه حق لا ريب فيه.
  وهذه الكلمة إذا أطلقت في اللغة فليس المراد بها المكان؛ لأن القائل إذا قال: رجع أمرنا إلى فلان، فإنه يعنى به في بعض الأمور، لا في نفس الذات والشخص.
  فجرى تعالى في هذا الخطاب على طريقتهم.
  ٣١٠ - دلالة: وقوله تعالى: {ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ}(٧).
  يدل على أنه منزه عن كل قبيح؛ لأنه لو جاز أن يفعل شيئا من القبيح لم يوثق فيما خلقه من أحوال الشمس والقمر وتقدير المنازل أنه خلقه على وجه
(١) ساقطة من د.
(٢) ساقط من د.
(٣) من الآية ٤.
(٤) ساقطة من د.
(٥) انظر الفقرة: ٣٠ والفقرة ٥٨.
(٦) ساقطة من د.
(٧) قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الآية: ٥.