من سورة يوسف #
  ووصفه له «بالجمع وبأنه آيات(١) إنما يدل على حدثه أيضا.
  ٣٥١ - وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(٢) يدل على أنه أراد من جميع المكلفين أن يعقلوا عن اللّه تعالى ويفهموا أوامره، وذلك يبطل قول الجبرية في أنه تعالى أراد من بعضهم أن يكفروا ويجهلوا، وقد بينا الوجه في ذلك(٣).
  ٣٥٢ - مسألة: قالوا ثم ذكر تعالى بعدها ما يدل على أنه يختص بالطاعة بعض عباده، فقال: {وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ}[٦].
  والجواب عن ذلك قد سلف في نظائره، ولأن(٤) الاجتباء هو الاختصاص، ولم يقل تعالى إنه خصه بخلق الطاعة فيه، فالمراد إذا أنه اختاره واختصه بأن حمله الرسالة، وكان يعقوب صلّى اللّه عليه يعلم أنه تعالى سيبعثه رسولا ويختصه بذلك، فقال ما قال، وبين أنه يعلمه من تأويل الأحاديث، ويعنى بذلك كلام اللّه؛ لأنها الأحاديث التي يعرف تأويلها الأنبياء $.
  ٣٥٣ - مسألة: قالوا: ثم ذكر تعالى ما يدل على جواز المعاصي العظيمة على الأنبياء $، وعلى أنه يوقعهم فيها، ويصرفهم عنها، بحسب ما يريد ويشاء، فقال:
  {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ ...}[٢٤].
(١) د: بالجمع بأنه.
(٢) تتمة الآية الثانية.
(٣) انظر الفقرة ٣٤.
(٤) ساقطة من د.