متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

[متن متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار بن أحمد الهمذاني]

صفحة 397 - الجزء 1

  لا يعلم ما سيكون في المستقبل، فالواجب عليه أن يورد الخبر على هذا الوجه، وكما يلزمه تعليق خبره بالمشيئة فكذلك القول في أمر غيره، لأنه لا يقطع من حال غيره على التمكين من ذلك على كل حال.

  وقد يجوز أن يكون قد شك في حال ما أمرهم بذلك، في أنهم إذا دخلوها⁣(⁣١) هل يحصلوا آمنين أو خائفين، فعلق ذلك بالمشيئة.

  وقد يجوز أن يكون أظهر ذلك محققا لهم بأنهم الآن⁣(⁣٢) قد أمنوا، وعلق الدخول بالمشيئة للأدب⁣(⁣٣)، وقد يجوز أن يراد بالمشيئة الوقف، على ما قدمناه.

  فأما السجود، فإنهم إنما سجدوا للّه وعبدوه به كما سجدت الملائكة إلى جهة آدم #، على هذا الوجه، وان كان في ذلك ليوسف من التعظيم ما لا يجهل، كما أنا إذا⁣(⁣٤) فعلنا الصلاة عبادة للّه فقد عظمنا بها الرسول #، من حيث اتبعنا مراده وانقدنا له في فعلها، وإن لم تكن عباده له⁣(⁣٥).

  وإن كان قد يجوز أن يحمل ذلك على شدة خضوعهم! لأن السجود هو الخضوع، فلما خضعوا ليوسف «كل الخضوع⁣(⁣٦) على ما استحقه استعمل في ذلك المبالغة في الخضوع فقال: {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً}، لكن الأولى ما قدمناه.

  ٣٦١ - دلالة: وقوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ}⁣[١٠٥].


(١) د: وخلوا.

(٢) ساقطة من د.

(٣) ساقطة من د.

(٤) ساقطة من د.

(٥) انظر الفقرة ٢٨ مع التعليق.

(٦) ساقطة من د.