ومن سورة إبراهيم #
صفحة 423
- الجزء 2
  مجازيا لنفسه دونهم، لأنه لا يصح أن يكون الفعل من قبله، ولو لاه لم يقع منهم البتة، ثم يجازيهم.
  ولو كان كما يذهبون إليه من أن العبد يكتسب حقيقة، كان لا يصح أن يجازيهم؛ لأنه كان يجب أن يكون هو الموجب بخلقه أن يكونوا مكتسبين على وجه لا محيص لهم منه؛ لأنه متى خلق الكسب والقدرة فلا بد من وقوعه، وإذا هو تعالى لم يخلقهما استحال وقوعه، وهذا يوجب أن يجازيهم بما لم يمكنهم مفارقته والخلوص منه على وجه، وهذا، في أن المجازاة تقبح منه، بمنزلة مجازاة الإنسان على ما لا يتعلق به البتة.