متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة الفرقان

صفحة 531 - الجزء 2

  صلى اللّه عليه لا يكتب ولا يقرأ، ويبين بذلك وجه المصلحة في تفريق إنزاله، فلا يدل إذا على ما قالوه.

  ٥٢٠ - وأما قوله: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا}⁣[٤٤]

  فقد بينا من قبل القول على نظير هذه الآية⁣(⁣١).

  ٥٢١ - وقوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}⁣(⁣٢).

  وتعلقهم بذلك في أنه الخالق لأفعال العباد، فقد بينا الكلام في نظائره⁣(⁣٣) على أن هذه الآية أبعد من غيرها، وذلك أنه إنما ذكر هذا القول في الحال التي خلقها، ولم يثبت في تلك الأيام للعباد أفعالا⁣(⁣٤) عصوا فيها وأطاعوا.

  ويجوز عندنا أن يخلق تعالى [ذلك] في بعض الأحياء وإن لم تكن مكلفة قادرة، ويحسن ذلك، فتعلقهم بذلك بعيد.

  ٥٢٢ - فأما قوله: {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ} فقد بينا أنه لا يدل على ما تقوله المشبهة⁣(⁣٥).

  ٥٢٣ - وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ}⁣[٦٨].


(١) انظر الفقرة: ١٩ والفقرة: ٢٥٩.

(٢) الآية ٥٩ وتتمتها: {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً}.

(٣) انظر الفقرة: ٢٤.

(٤) ف: أفعال.

(٥) انظر الفقرة: ٢٣.