ومن سورة لقمان
  أن(١) المجرى لها بالرياح؛ لأنها النعمة التي يجرى بها الفلك. أو أنه يجريها بما يفعل في الماء من شدة الجرى، لأن كلا هذين الأمرين يقتضيان جرى الفلك.
  ٥٨٧ - وقوله تعالى قبل ذلك: {وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ}[٢٧] يدل على أن كلامه محدث، من جهات:
  منها: أنه وصفه بأنه كلمات، وذلك لا يصح إلا في المحدث المنظوم ضربا من النظام، والمخالف في ذلك لا يقول في كلامه إنه أشياء، لكي يتم له بزعمه القول بقدمه!
  ومنها: أنه جوز عليه النفاد، وذلك لا يصح إلا في الحوادث.
  ومنها: أنه وصف نفسه بالقدرة على ما لا نهاية له منها، وذلك يقتضى أن الموجود منها لا يكون إلا محدثا.
  * * *
(١) كذا في الأصل، ولعل الصواب: