متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة الأحزاب

صفحة 568 - الجزء 2

  ظلوما جهولا، وبين أن حمله على نفس السماوات والأرض والجبال، إذا لم يصح، فيجب أن يكون المراد بها أهلها، ويجب أن يكون المراد المكلفين دون غيرهم؛ لأن ذلك لا يصح فيهم، ويجب أن يراد به خفر الأمانة وتضييعها؛ لأن نفسها قد حملته الملائكة وقامت بها.

  وقال أبو مسلم، |: المراد بذلك أنا عرضنا الأمانة على هذه الأمور في الحقيقة من حيث عارضناها بها فوجدناها تعجز عنها وتقصر، وهو الذي أراده بقوله: {فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها} وأن الإنسان مع ضعفه حملها ثم لم يقم بها، وكأن المراد بذلك «أن الذي⁣(⁣١) لا تفي به الجبال والأرض والسماوات على عظمها، قد حملها⁣(⁣٢) الإنسان، وتحمل التكفل بها، والقيام بحقها، فإذا عصى وخفر وضيّع، فهو ظلوم جهول يلحقه العذاب العظيم.

  * * *


(١) في الأصل: أن المراد بذلك الذي.

(٢) كذا في الأصل، بضمير المؤنث، فيها وفيما يليها. ولعل المراد: الذي لا تفي به الجبال ... من الأمور - وهي الأمانة - قد حملها الإنسان. والقريب أن تكون عدوى التأنيث سبقت إلى الناسخ من «عظمها»!