ومن سورة فصلت
  ٦٦٣ - وقوله تعالى: {قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[٢١] لا يدل ظاهره على أن الكلام لا يكون إلا خلقا للّه تعالى؛ لأنه كان يجب أن يكون ناطقا به، وأن لا يصفهم بأنهم ناطقون، ونطقوا!
  وعلى أحد الوجهين الذي تأولنا عليه الشهادة؛ يكون تعالى فاعلا لذلك النطق في الحقيقة، فلا يكون فيه كلام.
  وعلى الوجه الآخر يكون ملجأ إليه، فيضاف إليه من هذا الوجه.
  ٦٦٤ - وقوله: {وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ}[٢٥] ليس في ظاهره أكثر مما أنه سهل لهم وأتاح، أو خلق قرناء، فلا يدل على أن ما به صاروا كذلك من قبله. ولا يمتنع إذا لم يمنعهم من التزيين لما فيه من منع التكليف وزواله، أن يقال: قيضهم تعالى، كما ذكرنا في قوله: {أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ} وما ذكرنا هنالك يغنى عن البيان في هذا الموضع(١)
  ٦٦٥ - وقوله تعالى: {وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُ ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ}(٢) [٤٤] يدل على أنه أحدثه على وجه دون وجه كان يجوز أن يحدثه عليه، وكان يقول عند ذلك الكفار: كيف يكون عربيا والكلام الذي جاء به عجمي؟
  ٦٦٦ - وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى} قد تقدم القول [فيه](٣).
(١) انظر الفقرة: ٤٥٦.
(٢) تتمة الآية: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ}.
(٣) انظر الفقرة الثانية من السورة.