ومن سورة ق
  هذه الخصومة مبينة لعذرهم، ومزيلة للعقوبة، إن كان القديم تعالى ممن يعمل بالحكمة والصواب. تعالى اللّه عما يقوله القوم علوا كبيرا.
  ٧١٩ - وقوله تعالى: {لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ}[٣٥] لا يدل على أنه، #، يشفع لهم من حيث ضمن الزيادة، فلا يكون في الشفاعة فائدة، وذلك أنه تعالى بين أن لهم المزيد عنده، ولم ينف أن يكون ذلك بالشفاعة ولا أثبتها، فيجب أن يكون الأمر موقوفا على الدليل، وإن كان لا يمتنع أن يقال إن هناك زيادتين: إحداهما هذه، والأخرى تنال بالشفاعة، فلا يتنافى ذلك.
  ٧٢٠ - وقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[٣٨] وتعلقهم بذلك في أنه الخالق لأفعال العباد، فقد تقدم القول فيه من قبل(١).
  ٧٢١ - وقوله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ}[٤٥] لا يدل على أن من(٢) لا يخاف ذلك لا يذكّر بالقرآن. وإنما خصه بالذكر، لأنه الذي انتفع به عاجلا بالاعتبار والتذكر والانزجار، والكلام في ذلك كالكلام في قوله تعالى: {هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} وقد تقدم ذلك(٣).
  * * *
(١) انظر الفقرتين: ٢٤، ٥٢١.
(٢) في الأصل: يؤمن.
(٣) انظر الفقرة: ١٦.