ومن سورة الذاريات
ومن سورة الذاريات
  ٧٢٢ - قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[٣٥ - ٣٦] يدل على أن الإيمان هو الإسلام، وإلا لم يصح في المعنى استثناء أحدهما من الآخر، ويحل الكلام في محل قول القائل: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا فيها غير جماعة من العرب! في أن ذلك لغو لا فائدة فيه.
  ٧٢٣ - وقوله تعالى: {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ}[٤٠] قد تقدم القول فيه في الشعراء(١).
  ٧٢٤ - وقوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ}[٤٩] قد بينا أن المراد بذلك الأشياء المشاكلة التي يحصل لها بالانضمام حكم وفعل، لولاه لما حصل(٢)، ولذلك يقال في الذكر والأنثى: زوجين، ويقال: زوج نعل، وزوج خف؛ إذ حصل لها بالاقتران الحكم المعقول، وذلك لا يصح في أفعال العباد، فلا يمكن أن يدّعوا دخوله فيه.
  وقد فسر تعالى ذلك في سورة النجم، فقال: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى}(٣) فبين أن المراد بذلك ما قلناه.
  ٧٢٥ - فأما قوله تعالى: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
(١) يعنى المؤلف فيما يبدو الآيتين: ٦٤ - ٦٥. راجع الفقرة: ٥٢٨. على أنه قد تقدم شرح المؤلف لقوله تعالى: {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ} من سورة القصص.
انظر الفقرة: ٥٥٦.
(٢) انظر الفقرة: ٦٧٧.
(٣) الآية: ٤٥.