ومن سورة المنافقين
ومن سورة المنافقين
  ٧٧١ - أما قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[٢] فإنه يدل على أنه تعالى لا يخلق الصد عن السبيل ولا الذهاب عنه، وإلا لم يكن لإضافته ذلك إلى المنافقين معنى، ولا كان لإيمانهم تأثير في ذلك؛ لو كان تعالى هو الذي يخلق الكفر والذهاب عن الإيمان. وإنما يكون لذلك معنى من حيث كانوا يدعون إلى خلاف ما أظهروه من الإيمان ويحلفون عليه بأيمان فيستغوون به، ويبعثون به على الكفر، ولو كان العبد لا يختار فعله، وإنما يخلق فيه لم يكن لكل ذلك تأثير.
  ٧٧٢ - وقوله تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ}[٣] فقد بينا القول في الطبع، ودللنا على أنه ليس بمنع على الحقيقة(١).
  ٧٧٣ - وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ}[٦] يدل على أنه لا يثيبهم البتة. ويدل على أنهم لا يتخلصون من العقاب؛ لأنهم لو تخلصوا من ذلك، لكان تعالى قد هداهم إلى البغى!
  * * *
(١) انظر الفقرة: ١٨.