ومن سورة التغابن
صفحة 656
- الجزء 2
  إلا مع العلم بأنهم قصروا فيما قدروا عليه، فلحقهم الغبن. ولو كانوا لم يقدروا في دار الدنيا على ذلك لم يصح هذا القول.
  ٧٧٧ - وقوله تعالى: {ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}[١١] فلا يدل على أن ما يؤدى إلى المضرة من تصرف العبد، من فعله تعالى، لأنه لو دل ظاهره على ذلك لدل على أنه بأمره تعالى، ولا خلاف في أنه تعالى لا يأمر بالقبيح. فالمراد بذلك ما ينزل به من الشدائد والمحن، التي تكون من قبله تعالى، وذلك لا يكون إلا بعلمه وإرادته.
  وقوله: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} أراد به تعالى ما بيناه من زيادة الهدى والبصيرة؛ لأنها تؤثر في قلبه فتزيده سكونا، وقد بينا القول في ذلك(١).
  * * *
(١) انظر الفقرة: ٢٢.