متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة التحريم

صفحة 660 - الجزء 2

  فينا، لامتنع الإيمان منا، ووجب الكفر! فكيف لا يكون ذلك عذرا لنا في زوال العقاب عنا؟ ولئن جاز أن لا يعدّ ذلك عذرا، فيجب أن يجوز معاقبة العاجز والزمن، وأن لا يجعل ذلك عذرا فيهم. وفي هذا إخراج كل عذر من أن يكون عذرا!

  فلما بين تعالى أن لا عذر للكافرين، وكان قولهم يقتضى ما ذكره، فيجب صحة ما نقوله، ليسلم معه القول بأنهم من قبل أنفسهم أتوا، لأنهم مكّنوا من الإيمان، وأزيحت عللهم فيه، فعدلوا عن فعله، لغلبة الشهوة، وإيثار الهوى، وتركوا ما فيه فوزهم ونجاتهم، فلم يكن لهم عند نزول العقاب بهم معذرة على وجه.

  ٧٨٤ - وقوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ}⁣[٨] يدل على أن السيئات إنما تكفّر، إذا عظمت أو صارت كبيرة، بالتوبة، على ما نقوله.