متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة الملك

صفحة 662 - الجزء 2

  وبعد، فإن العلم الذي يستسرّه الإنسان، الأقوى أن يكون ضرورة، ويكون تعالى هو الخالق لها، فحمله على ظاهره يصح على قولنا، فأما أن تدل الآية على أنه يخلق ما يسره الإنسان من الإرادة، والعزم، وسائر ما يكتسبه، فالظاهر لا يدل عليه.

  وبعد، فإن الذي يقتضيه الكلام، أنه وصف نفسه بأنه يعلم السر وأخفى.

  ثم بين الوجه الذي له وجب كونه عالما، فقال: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ}! يريد:

  ألا يعلم الخالق الأشياء، الذي هو قديم قادر لذاته؟ فحملهم على ما ذكروه بعيد.

  ٧٨٧ - وأما قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ}⁣[١٩] فقد بينا من قبل المراد بذلك، فلا وجه لإعادته⁣(⁣١).


(١) انظر الفقرة: ٤١١.