ومن سورة الاعلى
ومن سورة الاعلى
  ٨٤١ - قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[١] لا يدل على أن المنزّه عما لا يجوز عليه هو اسمه دونه، ولا على أن الاسم هو المسمّى، وذلك أن الاسم المعقول هو المسموع المؤلف من حروف، وتنزيهه عما ينزه تعالى عنه لا يجوز ولا يصح، فالمراد بذلك لا يخرج عن أمرين: إما أن يكون تعالى أدّب بذلك عباده، ليبلغوا في تعظيمه النهاية، بأن يقرنوا التعظيم باسمه، وهذا كما نقول؛ وقد ذكرنا الرسول: #، فيكون ذلك أبلغ في تعظيمه، في أن يكون ~ لو أراد بذلك المسمى، لأن في التعارف الظاهر أنه يذكر الاسم ويراد به المسمى، دل على ذلك تعالى بأن ذكر الصفات التي تليق به لا باسمه، وهو قوله: {الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى}[٢] فدل بذلك على ما قلناه.
  ٨٤٢ - وقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى}[٩] يدل على أن الكفار كانوا يقدرون على التذكرة والاتعاظ والعدول عن الكفر، لأنه تعالى لم يجعل ذلك شرطا من حيث أن لا يذكّر ~ إلا من علم أن الذكرى تنفعه، وقد علمنا خلافه! فإذن يجب أن يحمل على طريقة التوبيخ لهم، والبعث على الإيمان، والعدول عن الكفر.
  ٨٤٣ - قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا}[١٦] يدل على تمكنهم من خلافه، على ما تقدم القول فيه.
  * * *