ومن سورة الصمد
ومن سورة الصمد
  ٨٨٤ - قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢}[١ - ٢] لا يجوز أن يتعلق المشبهة في أنه جسم، من حيث كان الصمد هو المصمت(١)، على ما يزعمون، وذلك أن الصمد: هو السيد في اللغة، وقد روى عن ابن عباس:(٢) أنه استشهد بقول الشاعر:
  بعمرو بن مسعود وبالسيّد الصمد(٣)
  وروى عن الحسن |، أن معناه أنه يقصد إليه في الحوائج، فمن حيث صمد بذلك إليه استحق أن يسمى صمدا، فالذي قالوه في نهاية السقوط.
(١) قال في اللسان: (والصمد من صفاته تعالى وتقدّس، لأنه أصمدت إليه الأمور فلم يقض فيها غيره. وقيل: هو المصمت الذي لا جوف له). قال: (وهذا لا يجوز على اللّه ø).
اللسان: ٣/ ٢٥٨. وانظر النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير. الجزء الثالث، ص. ٥٢.
(٢) هو عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب الصحابي الجليل، ولد بمكة لثلاث سنوات من الهجرة، ولازم رسول اللّه ﷺ وروى عنه كثيرا من الأحاديث الصحيحة، وشهد مع الإمام علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه، الجمل وصفين. وتوفى في الطائف سنة (٦٨) بعد أن كف بصره في آخر عمره. كان عالما بالتفسير والانساب والشعر والفقه. وقد دعا له رسول اللّه ﷺ بالدعاء المشهور (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) وقال فيه ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وقد جمع بعضهم ما روى عنه في التفسير فيما دعى تفسير ابن عباس. انظر الإصابة: ٤/ ٩٠ (ترجمة رقم ٤٧٧٢) حلية الأولياء.
١/ ٣١٤. الأعلام: ٤/ ٢٢٩.
(٣) في الأصل: بعمر. وفي اللسان: الصمد، بالتحريك: السيد المطاع الذي لا يقضى دونه أمر، وقيل: الذي يصمد إليه في الحوائج، أي يقصد - وأنشد:
ألا بكّر الداعي بخيرى بنى أسد ... بعمرو بن مسعود، وبالسيّد الصّمد
انظر اللسان «طبع بيروت» ٣/ ٢٥٨.