متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الأول القاضي عبد الجبار

صفحة 13 - الجزء 1

  وأملى - أنه لم يكن كذلك |، ولقد كان يسع أبا حيان ألا يوسع القاضي من السباب والشتائم - لولا طبع يحمله على ذلك⁣(⁣١) - إذا كان رأيه سيئا في الكلام على ما يزعم!.

٣ - ثقافة القاضي وشيوخه ومنزلته العلمية

  بدأ القاضي حياته دارسا للأصول على مذهب الأشعري، وفقيها على المذهب الشافعي؛ قال الحاكم: «وكان في ابتداء حاله يذهب في الأصول مذهب الأشعرية، وفي الفروع مذهب الشافعي، فلما حضر المجالس وناظر ونظر، عرف الحق فانقاد له»⁣(⁣٢).

  وكان أراد أن يقرأ فقه أبي حنيفة على أبى عبد اللّه البصري⁣(⁣٣). فقال له:


(١) ذكر ياقوت أن أبا حيان (كان قصد ابن عباد إلى الري فلم يرزق منه فرجع عنه ذاما له!) ثم قال: (وكان أبو حيان مجبولا على الغرام بثلب الكرام!) وبحسب القاضي عندنا أن يعد في هؤلاء. انظر معجم الأدباء. ٦/ ١٨٧.

(٢) شرح عيون المسائل للحاكم الجشمي، الجزء الأول، ورقة ١٣٠، وانظر طبقات المعتزلة، طبع بيروت، ص ١١٢.

وقد وضعه الحاكم على رأس الطبقة الحادية عشرة من طبقات المعتزلة، فقال: «فمن هذه الطبقة، بل أولهم وأقدمهم فضلا قاضى القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد ...» ثم قال:

«وهو يعد من معتزلة البصرة من أصحاب أبي هاشم لنصرته مذاهبه» المصدر السابق، ورقة ١٢٩. وانظر الحديث عن فرعى المعتزلة الكبيرين: معتزلة البصرة ومعتزلة بغداد، وأهم رجالات كل من الفرعين، والمسائل التي دارت عليها فلك أبحاث كل منهما: ضحى الإسلام للأستاذ أحمد أمين |، الجزء الثالث. وانظر حديثنا عن كتاب (فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة) للقاضي، في ثبت كتبه القادم.

(٣) هو أبو عبد اللّه الحسين بن علي البصري، ذكر القاضي أنه كان من أصحاب أبي هاشم - وهم الذين قدمهم في طبقاته على رجال الطبقة العاشرة - وأنه أخذ أولا عن أبي علي بن خلاد ثم عن أبي هاشم (لكنه بلغ بجده واجتهاده ما لم يبلغه غيره) أخذ الفقه عن أبي الحسن =