متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الأول القاضي عبد الجبار

صفحة 20 - الجزء 1

  وإنما نذكر في هذا الكتاب ما يجرى مجرى الأصول ... (⁣١)»

  ثم يقول الأستاذ الخولي: «ويكون هذا الجزء صنفا غير كثير ولا شائع في تناول الأصول العليا لأبحاث أصول الفقه، من حيث التقاؤها مع أصول العقيدة، يتناول ما قد يجمل أصحاب أصول الفقه القول فيه، أو يتركون التعرض له أحيانا، ويدع التفصيل لمكانه من تناول أصحاب الفقه وأصوله⁣(⁣٢)».

  وكأن القاضي بهذا يحاول - غير مسبوق - أن يقعّد لأصول الفقه، أصولا من الفكر والعقيدة المذهبية.

في الفقه:

  أما مكانة شيخنا في الفقه، على المذهب الشافعي، فقد تقدمت في بيانها عبارة الحاكم أنه «بلغ في الفقه مبلغا عظيما، وكانت له اختيارات» وطبيعي أن يكون للقاضي - ومنزلته في أصول الفقه ما قدمنا - اختيارات في هذا الفن!.

وفي الحديث:

  أتاح له سماعه على كبار المحدثين فرصة الدراية الواسعة في فنونه المختلفة، وقد ترك لنا من أماليه فيه، كتاب: «نظم الفوائد وتقريب المراد للرائد» تعرض فيه لكثير من أبواب الحديث - على ترتيبها المعروف عند أكثر المحدثين - وخص منها بالذكر: الأحاديث المتشابهة.

  والواقع أن نظرة واحدة في فهرس الكتب التي ألفها القاضي أو أملاها على


(١) المغنى: ج ١٧، تقديم الأستاذ الخولي، ص: ٥.

(٢) المصدر السابق، نفس الصفحة.