متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة الأنفال

صفحة 312 - الجزء 1

ومن سورة الأنفال

  ٢٧٤ - دلالة: وقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٢ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ٣ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ...}⁣[٢ - ٤].

  يدل على أشياء:

  منها: أن وصف المؤمن⁣(⁣١) بذلك يقع على طريق التعظيم في الشرع؛ لأنه لو جرى على طريقة اللغة لم يصح أن يجعل تعالى المؤمن هو الذي يفعل ما ليس بتصديق، كما لا يجوز أن يجعل الضارب هو «من يفعل⁣(⁣٢) ما ليس بضرب.

  ومنها: أن الإيمان ليس هو القول باللسان أو اعتقاد القلب، على ما ذهب المخالف إليه، ولكنه كل واجب وطاعة، لأنه تعالى ذكر في صفة المؤمن ما يختص بالقلب وما يختص بالجوارح؛ لما اشترك الكل في أنه من الطاعات والفرائض⁣(⁣٣).

  ومنها: أنه يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، على ما نقوله، لأنه إذا كان عبارة عن هذه الأمور التي يختلف التعبد فيها على المكلفين، فيكون اللازم


(١) د: أولئك.

(٢) د: الذي.

(٣) في شرح الأصول أن الإيمان عند أبي على وأبى هاشم: عبارة عن أداء الطاعات:

الفرائض دون النوافل، واجتناب المقبّحات. وعند أبي الهذيل: عبارة عن أداء الطاعات، الفرائض منها والنوافل، واجتناب المقبّحات. قال معلق شرح الأصول: وهو الصحيح من المذاهب، والذي اختاره قاضى القضاة. انظر شرح الأصول الخمسة، ص: ٧٠٧. وانظر فيه رأى المخالفين: ص: ٧٠٨ فما بعدها. وارجع إلى التعليق على الفقرة: ٩٣.