الفصل الثاني متشابه القرآن
  ومن جهة أخرى، فإن الفهارس التي تعطينا أسماء الكتب التي ألفت في المتشابه، مما لم يصل إلينا، لا تفرق في تصنيفها لهذه الكتب بين المتشابه - موضوع التحقيق - والمتشابه اللفظي المتصل بالآيات المتماثلة والمتقاربة في اللفظ.
  وهذا مما يعوق سبيل المقارنة التاريخية السليمة، كذلك.
  ولكننا، على أية حال، سنقف على الكتب التي ألفت في المتشابه قبل القاضي، |، ونحاول ببعض الدلائل أن نميز منها كتب المتشابه اللفظي من متشابه المتكلمين، لنضع كتاب القاضي عبد الجبار في موضعه من هذه الكتب.
الكتب التي ذكرها ابن النديم:
  ذكر ابن النديم تحت عنوان: «الكتب المؤلفة في متشابه القرآن» الكتب التالية: «كتاب محمود بن الحسن(١). كتاب خلف بن هشام(٢).
  كتاب القطيعي(٣). كتاب نافع(٤). كتاب حمزة(٥). كتاب علي بن قاسم
(١) هو محمود بن حسن الوراق، عده الحاكم فيمن ذهب إلى العدل من الشعراء وأئمة اللغة.
وأورد من شعره:
ولم تلزم الذنب المقادير جاهلا ... فأنت ولى الذنب ليس المقادر
فلو كان للمقدار في الذنب شركة ... لكان له حظ من الوزر وافر
توفى في حدود الثلاثين ومائتين. انظر شرح عيون المسائل المجلد الأول ورقة ١٦٤ - ١٦٥.
فوات الوفيات: ٢/ ٥٦٢.
(٢) هو خلف بن هشام الأزدي، أبو محمد، أحد القراء العشرة، كان عالما عابدا ثقة، واشتهر ببغداد وتوفى فيها سنة ٢٢٩. غاية النهاية: ١/ ٢٧٣، تاريخ بغداد: ٨/ ٣٢٢.
(٣) هو أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك (أبو بكر القطيعي) عالم بالحديث، يقال إنه كان مسند العراق في عصره، ونسبته إلى (قطيعة الدقيق) ببغداد وحدث عنه الحاكم وأبو نعيم، وتوفى سنة ٣٦٨. انظر لسان الميزان: ١/ ١٤٥، غاية النهاية: ١/ ٤٣.
(٤) هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، أحد القراء السبعة، أصله من أصبهان، أقرأ الناس دهرا طويلا، نيفا عن سبعين سنة وانتهت إليه رئاسة القراء بالمدينة وتوفى سنة ١٦٩، وقيل سنة ١٧٠. انظر غاية النهاية: ٢/ ٣٣٤.
(٥) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل، التيمي، الزيات. أحد القراء السبعة =