متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الثاني متشابه القرآن

صفحة 54 - الجزء 1

  إليه القضاء بمدينة حرة، ورد إليه قضاء تكريت وهو بها إلى هذه الغاية⁣(⁣١)، وله من الكتب، كتاب الأصول، وكتاب المتشابه».

  ويوجد كتابه هذا في المتشابه في المكتبة المتوكلية بالجامع الكبير بمدينة صنعاء⁣(⁣٢).

  وبذلك يكون للمعتزلة - قبل القاضي - ستة كتب في المتشابه، أو سبعة، لأن ابن الخلال، على الأقل، قد ألف كتابه في عصر القاضي، رحمهما اللّه.

  وجميع هذه الكتب كانت موجودة حتى مطلع الربع الأخير من القرن الرابع، ومعلوم أن شيخنا قد أملى كتابه في خلال الفترة التي كان يملى فيها كتاب المغنى «من سنة ٣٦٠ - ٣٨٠ ه»⁣(⁣٣) أي أنه أملاه في الفترة التي كانت فيها تلك الكتب موجودة على كل حال.

بين هذه الكتب وكتاب القاضي |

  ونكاد نقطع - مع تعذر مقارنة كتاب القاضي بهذه الكتب، اللهم إلا كتاب ابن الخلال الذي قصره على طائفة معينة من آيات المتشابه - بأن القاضي قد تأثر إلى حد كبير بكتاب شيخه أبى على الجبائي، وفي المقام الأول كذلك، وإن لم يكن هناك ما يمنع أن يكون قد اطلع على سائر كتب قومه.


(١) أي سنة ٣٧٧، وهي السنة التي ذكر ابن النديم أنه انتهى إليها في فهرسه الذي جمع فيه الكتب الموجودة «بلغة العرب وقلمها ...» أو بعدها بقليل، لأن ابن النديم توفى سنة ٣٨٤ وبهذا يمكن القول إن تواريخ الوفاة التي ذكرها بعد هذا التاريخ من عمل غيره، كما جاء في ترجمة ابن جنى أنه توفى سنة ٣٩٢، ولا يبعد أنه قال فيه ما قاله في ابن الخلال القاضي مثلا، ثم جاء من بعده من نص على تاريخ الوفاة. انظر مقدمة الفهرست، وص: ٨٧،

(٢) وعنوانه: «الرد على الجبرية القدرية فيما تعلقوا به من متشابه آي القرآن الكريم» ويقع في ثمان وتسعين ورقة.

(٣) انظر تعريفنا السابق بالمغنى.