متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الثاني متشابه القرآن

صفحة 59 - الجزء 1

  بعيدة كذلك عن الطريقة التي سلكها القاضي، لأن أصحابها اقتصروا فيها على جمع بعض آيات الصفات وأخبارها فقط، وتأويلها بما يعتقدون أنه الحق، على نحو ما فعل ابن اللبان في كتابه «متشابهات القرآن» والرازي في «أساس التقديس» يضاف إلى ذلك كتابا «الإكليل في المتشابه والتأويل» لابن تيمية. و «إلجام العوام عن علم الكلام» للغزالي، اللذين درسا فيهما المتشابه دراسة موضوعية، ولم يلتزما في ذلك تأويل جميع آيات الصفات بطبيعة الحال.

٤ - نسختا الكتاب وعملنا في التحقيق:

  قمت بتحقيق الكتاب عن نسختين فريدتين:

  أولاهما: نسخة قديمة بخط يمنى واضح، ناقصة من أولها بمقدار ورقتين - صفحة العنوان وثلاث صفحات أخرى - كما يتضح ذلك من مقارنتها بالنسخة الأخرى. وعدد أوراقها ثلاث وسبعون ومائة ورقة، ومتوسط الأسطر في الصفحة الواحدة ثمانية وعشرون سطرا.

  ولم يعن فيها الناسخ - على عادتهم في الخط القديم - بعلامات الإعجام والإهمال، على حسن خطه وكتابته عناوين السور بالمداد الأحمر.

  وفي بعض أوراق النسخة تقطيع في أطرافها ينتهى عند الكتابة تارة، وينقص من أطرافها تارة أخرى - وبخاصة في أوراق الكتاب الأخيرة - وفي بعض صفحات أخرى كتابات وتوقيعات بخط جد رديء كأنه عبث صبية يتدربون على الكتابة ويوقعون بأسمائهم توقيعات متشابكة لا تقرأ.