متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

ومن سورة الذاريات

صفحة 628 - الجزء 2

ومن سورة الذاريات

  ٧٢٢ - قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[٣٥ - ٣٦] يدل على أن الإيمان هو الإسلام، وإلا لم يصح في المعنى استثناء أحدهما من الآخر، ويحل الكلام في محل قول القائل: فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين، فما وجدنا فيها غير جماعة من العرب! في أن ذلك لغو لا فائدة فيه.

  ٧٢٣ - وقوله تعالى: {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ}⁣[٤٠] قد تقدم القول فيه في الشعراء⁣(⁣١).

  ٧٢٤ - وقوله: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ}⁣[٤٩] قد بينا أن المراد بذلك الأشياء المشاكلة التي يحصل لها بالانضمام حكم وفعل، لولاه لما حصل⁣(⁣٢)، ولذلك يقال في الذكر والأنثى: زوجين، ويقال: زوج نعل، وزوج خف؛ إذ حصل لها بالاقتران الحكم المعقول، وذلك لا يصح في أفعال العباد، فلا يمكن أن يدّعوا دخوله فيه.

  وقد فسر تعالى ذلك في سورة النجم، فقال: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى}⁣(⁣٣) فبين أن المراد بذلك ما قلناه.

  ٧٢٥ - فأما قوله تعالى: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}


(١) يعنى المؤلف فيما يبدو الآيتين: ٦٤ - ٦٥. راجع الفقرة: ٥٢٨. على أنه قد تقدم شرح المؤلف لقوله تعالى: {فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ} من سورة القصص.

انظر الفقرة: ٥٥٦.

(٢) انظر الفقرة: ٦٧٧.

(٣) الآية: ٤٥.