901 - مسألة فيما يحسن من المكلف الدعاء به والمسألة له، مما قدمنا ذكره، وما يتصل بذلك.
  بيوصف بذلك أيضا: من إلقاء الرعب في قلبه، وإخطار الخوف بباله، إلى ما شاكل ذلك.
  والأظهر في الخذلان: أنه أجمع عقوبة. فأما النصرة فتنقسم: ففيها ما هو ثواب، وفيها ما هو لطف. فأما الإمداد بالملائكة وتثبيت الأقدام، فهو لطف؛ لأن عنده يختار الجهاد، أو يكون أقرب إلى اختياره. وأما ما يفعله تعالى من أنواع المدح والتعظيم، فهو الثواب. فعلى هذا يجب أن يجرى القول فيها.
٩٠١ - مسألة فيما يحسن من المكلف الدعاء به والمسألة له، مما قدمنا ذكره، وما يتصل بذلك.
  اعلم أن الدعاء لا بد فيه من شرائط: منها: أن يكون الداعي عالما بشأن الذي يسأله مما يحسن فعله. ومنها: أن يعلم أنه يؤثر في الأمر الذي يطلبه، إما في منافع الدين، أو الدنيا. ومنها: أن يقصد بالمسألة فعل ذلك ويريده، كأنه كالأمر في أنه لا يكون مسألة ودعاء إلا بالإرادة. ومنها: أن يشرط في الدعاء، أو في ضميره أن لا يكون ذلك مفسدة؛ لأنه إذا كان يدعو بأمر معين، فلا بد من أن يكون شاكا فيه: هل يكون مفسدة، أو لطفا وحسنا، أو قبيحا؟ فلا بد من أن يشترط ما ذكرناه فيه، إلا أن يكون الداعي يدعو بما يعلم أنه بعينه يحسن على كل حال، فيحسن منه الدعاء من غير هذا الشرط الذي ذكرناه.
  ثم ينقسم، فمنه ما يعلم أنه يحسن إن كان هو على صفة مخصوصة، وإلا لم يحسن. [و] منه ما يعلم من حاله أنه يحسن على كل حال. فالأول: نحو الثواب لأنه وإن كان لا يكون إلا حسنا، فإنما يحسن متى كان المكلف مستحقا، وكذلك العقاب. والثاني: نحو التفضل والإحسان، لأنه متى وصف ما يدعو به