متشابه القرآن للقاضي عبدالجبار،

القاضي عبدالجبار الهمذاني (المتوفى: 415 هـ)

الفصل الأول القاضي عبد الجبار

صفحة 9 - الجزء 1

  وقد توفى في مدينة الري، ودفن فيها بداره، |.

٢ - نشأته وتوليه القضاء

  نشأ القاضي في أسرة فقيرة رقيقة الحال، من أب يعمل حلاجا في سواد همذان، وشب الابن على هذه الرقة التي لازمته حتى بعد زواجه ورزقه بالولد، ولكنه ما لبث بعد أن اتصل بالصاحب ابن عباد وولى قضاء الري، أن أثرى ثراء واسعا، واقتنى المال والعقار.

  وكان سبب توليه القضاء: أن الصاحب إسماعيل بن عباد - أشهر وزراء دولة بنى بويه في العراق وفارس وخراسان، المتوفى سنة ٤٨٥ - كان لا يرى تولية القضاء، في دولته الشيعية، إلا لمن كان معروفا بالاعتزال⁣(⁣١)، وكان عبد الجبار بدأ يعرف بإمام المعتزلة في عصره، فاتصل به الصاحب واستدعاه إلى الري، وكتب له عهدا بتوليته رئاسة القضاء في الري وقزوين وغيرهما من الأعمال التي كانت لفخر الدولة سنة ٤٦٧، ثم أضاف إليه بعد ذلك في عهد آخر إقليمى جرجان وطبرستان بعد «فتحهما» فيما يبدو⁣(⁣٢).


(١) انظر شرح عيون المسائل للحاكم الجشمي ١/ ١٥٥ - مخطوط - حيث أطال المؤلف - وهو معتزلي يذهب في الفروع مذهب الزيدية - الحديث عن «الصاحب الجليل كافى الكفاة |» بعد فراغه من تعداد المعتزلة من آل بويه، فقال فيه: إنه جمع بين الكلام والفقه والحديث واللغة والنحو، وبين النظم والنثر. وقال: إنه قرأ الكلام على أبى عبد اللّه - أحد شيوخ القاضي - وإنه كان في ابتداء أمره إماميا ثم رجع إلى الاعتزال. وفي «ظن» الحاكم أنه كان زيديا، ونقل عن القاضي قوله: «مولانا الصاحب شيعي الشعر، معتزلي التصنيف». وانظر جولد تسهر: مذاهب التفسير الإسلامي ص ١٨٩.

(٢) انظر لسان الميزان ٣/ ٣٨٧ ورسائل الصاحب: تحقيق عبد الوهاب عزام والدكتور ضيف، صفحة ٣٤ صفحة ٤٢ الطبعة الأولى.