أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

كتاب الجنائز

صفحة 288 - الجزء 1

  ولاخلاف في أنه يجوز للمرأة أن تغسل زوجها إذا مات.

  ٦٦١ - خبر: وعن علي # أنه غسل فاطمة &(⁣١).

  وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى أنه لا يجوز للرجل أن يغسل زوجته إذا ماتت، واستدلوا بأن الزوجية قد انقطعت بينهما، لأنه يجوز له أن يتزوج بأختها، ونحن ندفع قولهم هذا بما روي.

  ٦٦٢ - خبر: عن رسول الله ÷ أنه زوج ابنتيه من عثمان واحدة بعد واحدة، فبان أنَّ أحكام الدنيا غير أحكام الآخرة⁣(⁣٢).

  فإن قالوا: روي أن النبي ÷ قال لعائشة: «إن جبريل صلى الله عليه أخبرني أنكِ زوجتي في الجنة». فيجوز أن يكون قال لها ذلك لعلمه بأن ما بينهما لا ينقطع في الآخرة.

  قلنا: كونها له زوجة في الجنة لايغير شيئا من أحكام الدنيا، ويدل على فساد ما قالوا غسل أمير المؤمنين # لفاطمة &، فإن قالوا: هذا خاص في سبب النبي ÷ ونسبه، واستدلوا بما روي عن النبي ÷ أنه قال: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي».

  قلنا: هذا أيضا لا يؤثر في أحكام الدنيا، لأنه ÷ زوج ابنتيه من عثمان واحدة بعد واحدة، فإن قالوا: روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا


(١) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، التميهد لابن عبدالبر: ١/ ٣٨٠، الإصابة: ٨/ ٥٧، ٥٨، المحلى: ٥/ ١٧٥، المغني: ٢/ ٢٠١، خلاصة البدر المنير: ١/ ٢٧٨.

(٢) رواه الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد (خ).