كتاب الجنائز
  قوم إلى أنه يصلى على الفاسق واستدلوا بما روي أن رجلا مات بخيبر فقال رسول الله ÷: «صلوا على صاحبكم إنه غاز في سبيل الله» ففتشنا متاعة فوجدنا فيه خرزا من خرز اليهود ما يساوي درهمين، ولا حجة لهم بهذا لأنه لم يتبين لهم أنه قد بلغ فعله هذا أن يكون فسقا، ولعله لم يقصد به الفسق، ونرجح قولنا بما روي.
  ٦٧٨ - خبر: عن جابر بن سمرة أن رجلا قتل نفسه بمشاقص(١) فقال رسول الله ÷: «أما أنا فلا أصلي عليه»(٢).
  فإن قيل: يجوز أن يكون لم يصل عليه وأمر غيره أن يصلي عليه، كما روي فيمن عليه الدين.
  قيل له: لم يرو ذلك، ولو كان الأمر على ما قلتم لروي كما روي فيمن عليه الدين.
  ٦٧٩ - خبر: وعن محمد بن الحنفية عن علي # أن النبي ÷ رأى نسوة فقال: «ما يحبسكن؟» قلن: ننتظر جنازة. فقال: «هل تحملن فيمن يحمل؟» قلن: لا. قال: «هل تغسلن فيمن يغسل؟» قلن: لا. قال: «هل تدلين فيمن يدلي؟» قلن: لا. قال: «فارجعن مأزورات غير مأجورات»(٣).
(١) المشاقص: نصول السهام، تشبه الشفار، انتهى من حاشية في النسخة (ج).
(٢) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، سنن البيهقي الكبرى: ٤/ ١٩، سنن أبي داود: ٣/ ٢٠٦، السنن الكبرى: ١/ ٦٣٨، المعجم الكبير: ٢/ ٢٢٥، فتح الباري: ٣/ ٢٢٧.
(٣) شرح التجريد (خ) للإمام المؤيد بالله #، وورد الحديث بلفظ: «... فارجعن مأجورات» إلا في مصنف عبدالرزاق: ٣/ ٤٥٦، ٤٥٧، في المصادر التالية: مجمع الزوائد: ٣/ ٢٨، مصباح الزجاجة: ٢/ ٤٤، سنن البيهقي الكبرى: ٤/ ٧٧، سنن ابن ماجة: ١/ ٥٠٢، =