ترجمة المؤلف
  وكل أناس أعرضوا عنك وامتروا ... فما هم من الإسلام إلا يهودها
  فدمت مدى الدنيا لأمة أحمد ... تشد لها أركانها وتشيدها(١)
  ٢ - معركة غيل جلاجل
  ومن معاركه المشهورة معركة (غيل جلاجل) وكانت بينه وبين جماعة من (وادعة الخانق) الذين أظهروا مذهب الباطنية، واستحدثوا المنكرات، يقول المؤرخ زبارة: (في رجب سنة ٥٤٩ هـ تسع وأربعين وخمسمائة، كانت وقعة (غيل جلاجل) بالخانق من بلاد (وادعة) الشام، وكان قد تظاهر منهم ومن يام بمذهب الباطنية، وأحيوا بعده ليلة الإفاضة التي يجتمع فيها الرجال والنساء منهم، ويفضي بعضهم إلى بعض بعد إطفاء مصابيحهم، وربما وقع الرجل منهم على ابنته أو أخته أو أمه، ولما بلغ الإمام ذلك غضب، وسار إلى بلاد الشام من جهات صعدة، فوصل إلى بلاد (بني شريف) و (سنحان الشام) ودعاهم إلى جهاد أهل (وادعة) و (يام) ثم أقبلت إليه قبائل (نهد) و (جنب) و (خثعم)، وقصد بهم (وادعة) و (يام)، ووقع القتال الشديد، والمعارك العظيمة التي انجلت بانهزام (الباطنية) وفرار من نجى منهم إلى نجران، وقال الإمام في ذلك قصيدته التي منها:
(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤١ - ٢٤٣.